سهام لصيد القلوب
3 مشترك
:: الاقسام العامة :: :: القسم الاسلامي
صفحة 1 من اصل 1
سهام لصيد القلوب
سهام لصيد القلوب
هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التيتستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهيصفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماًسريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسكعلى حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله.
·الوسيلة الأول: الابتسامة :
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي معذلك عبادة وصدقة، ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثرتبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
·الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسطالوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمةفخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقيصغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحةتزيد في المودة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء) قال ابنعبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.
·الوسيلة الثالثة : الهدية :
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناسمن تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليهعلى أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبيجائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هلبقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماًجميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه.
انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئهعلى ذلك.
الوسيلة الرابعة :الصمت وقلة الكلام إلا فيماينفع :
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالسوعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما فيالصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى معالأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالتلليهود ( وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليهوسلم : ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق فيالأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلقوطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.
قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنهلمفوه
·الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطعالحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذاأحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمعلهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصتله كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).
·الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر:
وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلميقول : ( إن الله جميل يحب الجمال) كمافي مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيفالثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيتأحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه،ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).
·الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبدالإنسانَ إحسانُ
بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس)،والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحبالمحسنين}.
إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكلرفيق
وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق
عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومنانتشر إحسانه كثر أعوانه.
·الوسيلة الثامن: بذل المال:
فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذاالزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار) كما في البخاري.
صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كلجهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى اللهعليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلىالنبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول فيالإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعةأشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائفكافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلمينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماًوشاء ورعاء.
فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟
قال نعم، قال له النبي صلىالله عليه وسلم هو لك وما فيه.
فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أنلا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعاملالعجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه.
فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض منالناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرموالإنفاق.
·الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذارلهم :
فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمنحولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهموسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقولالمتنبي:
إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتادهمن توهم
عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابنالمبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ).
·الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنهسهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبرهأنه يحبه) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنهأبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله،وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامةوالجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاءيومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقةوالتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمعمتحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان،وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما فيإحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذهالمحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتىتؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموهتحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم.
وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ،فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعروالعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصللدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقلوالعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحدلكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
·الوسيلة الحادي عشر: المداراة :
فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روىالبخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلااستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخوالعشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسطإليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيتالرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناسعند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجرفي الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرقبين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أوالدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدينلصلاح الدنيا ).
إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة،أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرطعدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت منالمداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطفوالاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية،وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابن السني، وقال ابنبطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، وتركالإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة)
هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التيتستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهيصفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماًسريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسكعلى حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله.
·الوسيلة الأول: الابتسامة :
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي معذلك عبادة وصدقة، ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثرتبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
·الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسطالوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمةفخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقيصغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحةتزيد في المودة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء) قال ابنعبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.
·الوسيلة الثالثة : الهدية :
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناسمن تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليهعلى أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبيجائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هلبقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماًجميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه.
انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئهعلى ذلك.
الوسيلة الرابعة :الصمت وقلة الكلام إلا فيماينفع :
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالسوعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما فيالصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى معالأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالتلليهود ( وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليهوسلم : ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق فيالأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلقوطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.
قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنهلمفوه
·الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطعالحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذاأحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمعلهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصتله كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).
·الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر:
وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلميقول : ( إن الله جميل يحب الجمال) كمافي مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيفالثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيتأحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه،ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).
·الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبدالإنسانَ إحسانُ
بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس)،والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحبالمحسنين}.
إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكلرفيق
وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق
عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومنانتشر إحسانه كثر أعوانه.
·الوسيلة الثامن: بذل المال:
فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذاالزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار) كما في البخاري.
صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كلجهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى اللهعليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلىالنبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول فيالإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعةأشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائفكافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلمينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماًوشاء ورعاء.
فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟
قال نعم، قال له النبي صلىالله عليه وسلم هو لك وما فيه.
فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أنلا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعاملالعجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه.
فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض منالناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرموالإنفاق.
·الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذارلهم :
فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمنحولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهموسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقولالمتنبي:
إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتادهمن توهم
عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابنالمبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ).
·الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنهسهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبرهأنه يحبه) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنهأبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله،وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامةوالجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاءيومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقةوالتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمعمتحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان،وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما فيإحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذهالمحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتىتؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموهتحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم.
وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ،فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعروالعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصللدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقلوالعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحدلكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
·الوسيلة الحادي عشر: المداراة :
فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روىالبخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلااستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخوالعشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسطإليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيتالرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناسعند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجرفي الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرقبين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أوالدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدينلصلاح الدنيا ).
إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة،أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرطعدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت منالمداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطفوالاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية،وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابن السني، وقال ابنبطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، وتركالإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة)
$00عبودي00$- الجنس :
عدد المشاركات : 385
تاريخ الانصمـآم : 15/09/2011
مواضيع مماثلة
» سهام لصيد القلوب
» القلوب و الوانهاااا
» أين قلبك من هذه القلوب
» باللين تمتلك القلوب
» دعاء لتحصين القلوب
» القلوب و الوانهاااا
» أين قلبك من هذه القلوب
» باللين تمتلك القلوب
» دعاء لتحصين القلوب
:: الاقسام العامة :: :: القسم الاسلامي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى