البساطه هي سر الأناقه

من طرف **صمت الاحزان** السبت أكتوبر 15, 2011 11:02 am

البساطه هي سر الأناقه

البساطة سر الأناقة..
البساطة تصنع الأناقة..
البساطة تصنع الجمال..
هي كلمة البساطة، والتي تجد لها الكثير من المعاني، وسبق لأستاذ في اللغة العربية أن أخبرني أن معنى هذه الكلمة في اللغة العربية يعني أشياء كثيرة غير تلك التي نستخدمها كمعان لها, ومنها مثلا: بسط يده أي فتحها، وبُسط له في الرزق أي رزق رزقا وفيرا، والبسطة هي السعة والزيادة.
وبساطة الوجه تعني أنه تلألأ، وبساطة اللسان هي الانطلاق، والبساط هو ما يُفرش على الأرض, ولكن معنى واحدا للكلمة يشير إلى المعنى الذي نستخدمه، وهو الفعل (بَسَطَ) وبسّط الشيء أي أزال تعقيده, وأظننا من هنا اتخذنا المعنى المعروف لكلمة البساطة وهي البعد عن التعقيد.
تلك العبارات التي بدأت بها المقال كانت تتردد كثيرا في كل البرامج والمجلات والصحف التي تحكي عن الأناقة والجمال, وكانت نصيحة الكثير من المصممين للفتيات أن: "كوني بسيطة", وهم بالطبع يعنون الابتعاد عن التعقيد والتكلف في المظهر الخارجي, وهو قول حق يجب على كل فتاة أن تتنبه له, وأن تخبر به كل والدة طفلتها القادمة نحو عالم الشباب.

بساطة الأزياء
في أحد الأعياد وعندما كنت في العاشرة قررت والدتي أن تقوم بتفصيل فستانين لي ولأختي عند مشغل قريب, واشترت يومها قماشا من الكتان الأبيض المنقط و كانت القطعتين تختلفان عن بعضهما بأشكال النقاط المنثورة على المساحات البيضاء بشكل طفولي وجميل.
اخترت وقتها تفصيلة لفستاني من مجلة لأزياء االأطفال, وقد جعلوا في نهاية الفستان (كشكشة)، وكان من دون أكمام ومن غير تفاصيل أخرى, واختارت أختي فستانا بكشكشة صغيرة على الأكمام فقط وبقصة عند الخصر, وعندما رأت طفلة من زبونات تلك الخياطة ثوبينا طلبت منها أن تجمع لها التفصيلتين في ثوبها, بل وأضافت له (كشكشة) عند ياقة القبة, فكان ثوبها أشبه بلعبة من ألعاب السيرك, ولأنها كانت قريبة منا فقد علمنا أنها لم ترتد ذلك الفستان إلا مرة واحدة قامت فيها بمقارنته بثوبينا, وسمعتْ تقريعا ولوما من والدتها, فودعت الثوب.
وبالفعل فإن تلك التفاصيل الكثيرة في الملابس تشير إلى ذوق بعيد عن الرقي، ونكاد نفتقدها في كثير من ملابس الماركات الشهيرة, وعلينا هنا أن نفهم السر في البساطة التي يزينها ذوق في اختيار الألوان وقطع الاكسسوارات وبالطبع الخياطة المتقنة.

زينة بلا مبالغة
عندما بلغت سن الرابعة عشرة سمحت لي والدتي باستخدام (الماسكرا) أو طلاء الرموش, وكنت في البداية أضع طبقة واحدة منها فأجد فرقا جميلا, وبعد حين صرت أزيد من عدد الطبقات رغبة مني في استحضار الجمال، فمنعتني والدتي من استخدامها, ثم استسلمت لطلبها طائعة حزينة, ورأيت صديقتي وجارتنا يومها فأخبرتني أنني أبدو بوجهي الخالي من الألوان أجمل.
وكانت تلك نصيحتي الذهبية، والتي وجدت لها أثرا جميلا في عيون المقربين بعد ذلك, فقد ظهرت لنا زميلتنا في العمل كالمريضة عندما اضطرت لإزالة كل تلك الألوان التي تعودت أن تطلي بها وجهها من قبل، واضطرت للاستغناء عنها عندما توفي أحد أقاربها.
وفيما يخص الاكسسوارات، فقد قرأت في سنوات المراهقة الأولى، وفي مجلة من مجلات الأناقة موضوعا ينصح الفتيات بالتقليل من استخدام الاكسسوارات، وأخبرونا وقتها أن هذه الأدوات صُنعت لتبرز الجمال الراحل للسيدات الكبيرات في السن, وأن ابنة الرابعة أو الخامسة عشرة وما بعدها تمتلك نضارة وشبابا لا تحتاج معه لقطع إكسسوارات كثيرة.
وبالطبع بعد أن تحب نفسها وتثق بها, وبالتأكيد عندما تعشق شبابها وتحب عمرها الذهبي.
هذا عن جمال البساطة في مظهرنا.